26 يناير، 2012

الى ثورة ليست بثورة ولكن اسمها ثورة


يوم 25 يناير 2011 قام شباب مصر بالنزول الى ميدان التحرير بمطالب تزايدت وارتفع سقفها بمرور الساعات تناسب ذلك مع تزايد عدد الوافدين للميدان بتفاوت أعمارهم وطوائفهم وبدأ تحقيق هذه المطالب حتى وصلت الى تنحى مبارك الرئيس عن الحكم وتسليمه لكل صلاحيات منصبه للمجلس الأعلى للقوات المسلحة .
 
ومن هنا حكم على هذه الثورة بألا تكون ثورة بعد أن ارتضى الشباب الثائر بهذا المجلس بديلا عن المجلس الذى كان من المفترض أن يشكلوه هم  ويضعوه على سدة الحكم ، ارتضوا ذلك بسبب حداثة سنهم وخبرتهم السياسة أو عدم استبصارهم بما يمكن أن يترتب على ذلك أو استجابة لضغوط الشارع الذى ظن أن (بتنحى الراس يبقى خلصنا خلاص) أوان الجيش قد حمى الثورة وهو أمين عليها وقادر على استكمال مسيرتها (والذى لم يحمها سوى من نفسه ) وعليه سميت ثورة ولكنها لم تصبح ثورة فلم يعقبها: تسلم لمقاليد الحكم  لمن قام بالثورة -أومحاكمات ثورية للطغاة والفسدة -أوازالة رؤوس الفساد من قيادة المؤسسات الحيوية -أو وضع لأساسات لاصلاح الحياة السياسية أو الاقتصادية أو غيرها من وضع لدستور أو حتى لخارطة طريق للعبور بمصر لبر الحرية والاستقرار -أو تغير يجعل المواطن المصرى البسيط يشعر بقيام ثورة ،غير مشاهدته لأناس لم يكن يشاهدهم من قبل على التلفاز أو رؤيته للمظاهرات والاعتصامات الفئوية وتردى الوضع الأمنى والاقتصادى. هذا هو ما تمثله الثورة للمواطن البسيط الذى لم يشعر بعدالة اجتماعية أو كرامة فى ظل البلطجة ومازال يقف فى طوابير الخبز ومازال يبحث عن (واسطة) ليتمكن من أداء أى غرض يتصل بالمصالح الحكومية .

لهذا وذلك وذاك هى ليست بثورة ، ولأن الشباب الذين نزلوا ميدان التحرير والمواطن المصرى الذى كان معهم بقلبه واعلاميو الصحافة والتلفاز الذين كانوا ينقلون للناس أحداث الثورة أرادوها أو حلموا لها بأن تكون ثورة سميت ثورة.... نعم سميت ثورة لأنها كانت المهد المنتظرالذى طالما انتظروه والحلم الذى طالما أرادوه أن يتحقق لأنها مثلت ثورة نفوسهم لا أكثر والتى لم يتحملوا أن يصدموها ويحبطوها بأنها لم تصبح ثورة لهذا وفقط سميت ثورة ولهذا وفقط نزلوا يوم 25 يناير 2012 لاستكمال بناء الثورة وليس لاستكمال تحقيق مطالبها وحتى وان لم ينجحوا فى تحقيق الثورة واستجابوا لارادة الضعفاء والخاملين ورضوا لأنفسهم بأن يتحولوا الى أرانب تسعى الى جحورها بدلا من أن يكونوا نسورا تتعالى الى أهدافها سأروى الى ابنى بأننا قمنا بثورة..... لأنه ببساطة كان حلمى أنا أيضا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق