20 يونيو، 2014

الفشل...رزقكم الله

*الفشل شىء قبيح ..مذموم.. على الحاصلين عليه التخفى واتقاء أعين الناس ونظراتهم


_الواجب فعله: اعتزال العالم والاعتكاف فى حجرتك المظلمة.. بكاء مرير.. حسرة وندم وتأنيب النفس مع بعض الجلد للذات أو إلقاء السبب واللوم وعلى الآخرين و على المجتمع والآباء والأحوال الجوية ولا بأس بالقميص الذى عاصر معك لحظة فشلك


. # هذا ما كنا نراه على شاشات التلفاز بالأفلام والمسلسلات وما قرأناه بالروايات


*الخوف من الفشل تجنب كل ذلك من البداية ولا تخاطر لا تغامر ماذا ستجنى من وراء ذلك سوى التعب والمشقة، والجائزة الكبرى سخرية الناس منك وإستخفافهم بك .... لكنك ستنال ثوابا من ضحكهم عندما يتخذون من قصتك أساسا لتشييد ناطحة سحابهم فيبادر كل منهم فى إبتكار نكات يساهم بها فى الارتفاع بهذه الناطحة حتى تبلغ قمة نشوتهم ومرحهم، لا لا لا...... دعنا لا نكون سيئى الظن ومبالغين هكذا فمن حولك أفضل من ذلك


_ حسناً...سيغدقون عليك بالأسف لحالك والشفقة عليك !


# هذا هو حال البعض الذين سمعوا عن الفشل وحكى لهم عن رُواده، فآثروا الندامة وابتعدوا عن الطريق


*هنا يأتى دور مدربى التنمية البشرية....فى هذا العالم الثالث..التائه.. الهائم فى صحراء حاضره..الحالم بمجد ماضيه، ليينفضوا الغبار عن منظار البائس ويكشفوا له حقيقة هذا الخوف من الفشل، وكيف انه ما هو الا حيلة من حيل الفشل لاصابتك بالفشل ومنعك من تحقيق أهدافك واحلامك وأمانيك ثم تأتى وصلات؛ أن القوة بين يديك - وأن قدراتك ليس لها حدود - وأنت فاشل اذا آمنت بذلك، وأنت عظيم ناجح ما أن تقرر هذا


. # هذا ما امتلأت به الرؤوس، وطويت من أجل سماعه الطرقات، ودفعت من أجل اقتنائه الجنيهات .


*فشلت!! نعم.. لكن ما السبب؟  _ إنه هم بالتأكيد  _ ولم ليس أنت ؟؟  _أنا.. ! لا..  أنا: العبقرى "أديسون"... الذى طردوه من المدرسة لأنهم ظنوه غبيا، أنا: "ميسى"... أفضل لاعب فى العالم الذى طُرد من فريقه لأنهم ظنوا أن نقص نموه سيؤثر عليه ، أنا: الإعلامية الكبيرة "أوبرا وينفرى"... التى طُردت لأنهم ظنوا أنها ليست مناسبة للتلفاز،    أنا..انا.. أم أنا المخطىء وعلىّ تعديل وتصحيح بعض الأشياء حتى انجح ؟ أم أنا بالفعل فاشل... ليس لدى شىء لأقدمه ومجتهد مفروغ من محتواه...؟


# هذا ما ينتج عن الذهانية والانغماس فى الخيال والاستغراق فى سماع قصص النجاح البطولية، وعدم تحكيم العقل قبل الانجراف فى تصديق القصص الحالمة الرومانسية الحماسية للتنمية البشرية ...ظاهر دون محتوى..بناء بلا أساس ..وجهة بلا طريق


*الفشل !! ما كل هذا التفنيد للفشل ومدحه وذمه والحث علي تقبله والتفير منه؟ ..ما كل هذا الترف؟! ...الفشل منحة فى هذا الزمان لا يحظى بها سوى قلة من أبناء هذا البلد.... نعم.. الذين تفتحت أعينهم وأبصرت مواهبهم وقدراتهم ...الذين اهتدوا لطريقهم لإستغلال هذه العطايا والمضى فى السعى لتحقيق حياة أفضل والوصول للنجاح، أو على الأقل الإستمتاع بالكفاح وتذوق طعم الأمل والطموح ومواجهة التحديات فى الطريق الى ذلك الفشل .


ما الفشل ؟ فأنا لا أعرف له معنا ولم أذق له طعما.... وكيف؟ وأنا ليس لدى ما أفشل فيه...ليس لدى هدف لأسعى اليه ليس لدى موهبة أو شئ مميز لأطوره وأعمل عليه.... ليس لدى ما أتعلق به فى هذه الحياة على أمل الوصول... لا هدف لا طريق لا محاولة لا فشل .


# هذا ما يحدث عندما ننقل علوما وحلولا هى ذات فائدة كبيرة ومثمرة من حيثما جاءت دون النظر لواقع من نستجلب له هذه الحلول ودون ادراك لحقيقة مشاكله


 نعم...
فمشكلة معظم شباب اليوم هو عدم وجود هدف ، وسبب إنتشار الإدمان والبلطجة هو عدم معرفتهم لطريق يسيرون فيه
فمشكلتهم أنهم وُلدوا فى أسرة ليس لديها من الثقافة أو حتى الإهتمام لتكتشف مواطن قوتهم ومواهبهم لتنميها
مشكلتهم انهم تعلموا فى مدارس ليس لديها برامج لاكتشاف مواهب طلابها ولاتهتم حتى بحصص النشاط ولا تضع لها اعتبار.
مشكلتهم أنهم تربوا فى بيئة ومجتمع يبرز ويكرم ويمجد الفنانين فقط، حتى اذا تجرأ على الحلم.. حلم بحلم ليس بحلمه... بأن يكون مثلهم حتى يكون بمنزلتهم

مشكلتهم أنهم عاشوا فى وطن ميت ليس لديه مشروع قومى ينفذه أو رؤية وحلم يسعى لتحقيقهما... فعاش يتمنى تذوق طعم الفشل... فشل يشعره بالحياة وبأنه شخص له قيمة... وصار اذا سأل أحدهم الآخر ماذا يتمنى كان رده: الفشل....رزقكم الله)