30 يوليو، 2014

العالم لا يدور حولك

لقد وضعتنا ثقافة هذا الزمن في طريق ذي اتجاه واحد، محاط من علي جانبيه بالكثير من الذاتية، تمتلىء كل تلك الأحاديث والمؤتمرات بالنصائح ومقولات التحفيز والتشجيع على مجابهة الصعاب والتغلب على المعوقات لتحقيق اﻷهداف الأحلام وتسطير قصتك والوصول إلي أسطورتك الذاتية، فحتى يلحق اسمك بقائمة الناجحين عليك أن تكون مديرا تنفيذيا لشركة كبرى أو استطعت تحصيل ثروة هائلة أو تكون صاحب قصة مليئة بالمعاناة العراقيل التى تواجهك فىطريق نجاحك، فتم اختصار معنى النجاح فى الحباة بتلك المراكز واﻷهداف الشخصية، غاضين البصر عن المعنى اﻷسمى فى هذه الحياة وهو اﻷثر الذى يتركه هذا الشخص والشىء الذى يقدمه لهذه الحياة

فمن أولئك اﻷشخاص الذي يتم الإستدلال بهم والإستلهام من قصص نجاحهم "بيل جيتس" ولكن ذلك الشخص بشركته الرائدة تبرع بنصف ثروته الهائلة للجمعيات اﻷهلية واﻷعمال الخيرية، وساهمت منتجات شركته فى تسهيل وإنجاز أعمال الملايين من الناس وتوفير وقتهم

فمهما بلغت ثروة شخص ما أو معاناته فى طريقه أو موقعه ومركزه، فما أهميته للآخرين، وماذا سيتبقى منه بعد موته، إذا لم يعد على مجتمعه شيء من نجاحه، فما معنى هذا النجاح من اﻷساس.

فلماذا تركز كل هذه الخطابات الحماسية وتستند على ما سيعود على الشخص من وراء نجاحه من ثروة أو شهرة أو تخليد للذكري دون إبراز الجانب اﻷهم واﻷبقى وهو ما سيخلفه لهذا العالم من أثر وتغيير
فنفس هؤلاء اﻷشخاص يعتبرون "نيلسون مانديلا" بطلا ورمزا( لا أعرف إن كانوا يعتبرونه ناجحا أم لا)، لكنهم لا يشجعون الناس على ذلك النوع من تخليد الذكرى والسعى نحو التحسين من حياة اﻵخرين .. لا أعرف أهو من باب الغفلة وعدم الملاحظة، أم ﻷن ذلك سيصطدم بسياسات ومصالح البعض الذي يخدمهم إلتهاء كل شخص بنفسه وحياته عمن حولهم؟!

الأبطال ليسوا أبطالا ﻷنهم يمتلكون معدات أو قدرات خاصة، إنما هم أبطال لأنهم يساعدون اﻵخرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق